في الثقافة المصرية الحديثة أصبح إفيه "ورا.. مصنع الكراسي"، بيحمل دلالات ممكن ماتكونش لطيفة، لكن جه الوقت اللي هنبطل فيه خوف من المجتمع، ونقول فيه بكل شجاعة "أنا رايح ورا مصنع الكراسي" عادي كده، ومش بعيد كمان تلاقي اتنين تلاتة من صحابك عايزين يروحوا معاك.

علشان يغير السمعة اللي "مش ولابد" عن منطقة مصنع الكراسي الموجودة في إمبابة، واللي دعمتها بعض الأفلام والكوميكس، قرر واحد من رجال الأعمال، يبني مطعم كبير على الأرض دي، وكتب على اليافطة بالنص كده "ورا .. مصنع الكراسي".

وقال مدير المطعم عبد الرحمن علاء لـ "كلام القاهرة"، إنهم بيقابلوا انتقادات كتير على الاسم أغلبها من رواد السوشيال ميديا، وبيكمل: "وده كان شئ متوقع، كمان على أرض الواقع أوقات بتحصل مواقف كوميدية، زي تردد بعض الزبائن في دخول المكان، خاصة كبار السن والبنات".

وبحسب "علاء": "ورغم كده، مافيش أي نية خالص لتغيير الاسم في المستقبل، بالعكس، بنحاول يوم بعد يوم نقدم خدمة راقية، علشان تكون تجربة مميزة لكل زوارنا يحكوا عنها بطريقة إيجايبة، وبكده نكون حققنا التارجت بتاعتنا".

أما بقى منطقة ورا مصنع الكراسي، فدي ليها قصة قديمة مش كل الناس تعرفها.

بص ياسيدي، في الستينيات قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، يبني أكبر مصنع لصناعة الكراسي في مصر، في حي الوراق بمنطقة إمبابة، وفعلاً تم بنائه على النيل، وحقق مبيعات وشهرة هايلة وقتها.

‏وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر سنة 1970، المصنع ما بقاش قادر على المنافسة العالمية، ودخل في مرحلة الانهيار بالتدريج، لحد ما اتقفل تمامًا، وبمرور السنين اتحولت الأرض لمكان مهجور، بيسكنه الحيوانات الضالة والمشردين، وللآسف كان بتحصل هناك بعض الأعمال غير المشروعة.

وبالمناسبة إفيه "ورا مصنع الكراسي"، وصل للعالمية، وده بعد ما علق واحد من مشجعين النادي الأهلي في "بوست" على الصفحة الرسمية لنادي بارين ميونخ الألماني، قبل مبارته مع النادي الأهلي: " الأهلي سيأخذكم وراء مصنع الكراسي"، الألمان طبعًا ما كانوش فاهمين معنى الكلام ده.

بس تقريبًا كده الموضوع عجبهم، وفي سنة 2016، نشر نادي بايرن ميونيخ الألماني مقطع فيديو على صفحتهم، بيظهر فيه أشهر اللاعيبه، وهما يرددوا جملة "ورا مصنع الكراسي"، وكتبوا تعليق: "ربما علينا أن نذكركم بين الحين والآخر أين تجدوا منافسي البايرن؟".

اتعرفوا أكتر على المطعم، من هنا.