سنة 2019 شهدت مواسم جديدة من مسلسلات مختلفة، كانت مواسمها الأولى محققة نسب مشاهدة عالية. وبجانب ده كان في مسلسلات بتتعرض لأول مرة على منصات مختلفة.

من المسلسلات دي كان Carnival Row اللي اتعرض على منصة أمازون 30 أغسطس اللي فات. شوفنا المسلسل وده رأينا فيه.

بدايةً لازم نوضح إن أحداث المسلسل بتدور جوة بلد اسمها "بورج" في القرن الـ 19. في عالم خيالي بيعيش فيه البشر مع كائنات مختلفة منها:

- الـ (fae) فاي: بشر لهم جناحات يقدروا يطيروا بها.

- الـ (puck) باك: بشر لهم حوافر وقرون شبه قرون الأغنام. ودول يعتبروا أقل فئة في المجتمع.

المحقق فايلو "أورلاندو بلووم" في المدينة بيحقق في سلسلة جرائم قتل غامضة ودموية، بيروح ضحيتها كائنات الباك. وخلال التحقيق بيقابل فينييت "كارا ديليفين"، اللي كانت بتجمعه بها علاقة قبل كده.

"فينييت" واحدة من كائنات الفاي اللي هربت من موطنها الأصلي "تيرنانوك"، بسبب مطاردة جماعة "الباكت" لجنسها. وراحت لـ "بورج" علشان تبدأ مرحلة جديدة من حياتها.

في نفس الوقت المدينة بتكون في حالة شغب مستمر، بسبب الصراع الدائم بين البشر وبين الكائنات التانية، خاصة الباك. ومحاولة كل طرف الحصول على حقوقه.

المسلسل بيبدأ بأحداث مختلفة لشخصيات مختلفة، وواحدة واحدة بياخدنا بالتفصيل لقصة كل شخصية. ورغم البطء شوية في سير الأحداث، كان عارف يشدك مع كل قصة. ومخليك عايز تعرف إيه اللي جي بعد كده. والجميل كمان إن المسلسل عرف يوازن بين عنصر الخيال، وجو الكائنات الغريبة والوحوش. وبين العنصر الدرامي في الأحداث. العنصرين ماشيين مع بعض في نفس الخط، بشكل خلى المسلسل محافظ على جاذبيته للآخر. ومع قرب النهاية كانت الأحداث بتتصاعد بشكل أسرع، والمفاجآت بتزيد. لحد ما وصلنا للحلقة الأخيرة، اللي نقدر نقول هي السبب الأهم في قوة المسلسل. علشان بنشوف فيها أحداث كانت منفصلة تمامًا، وبدأت تتربط ببعضها. وحقائق بتتكشف خليتنا مشدودين للموسم الثاني منه. اللي كان واضح جدًا من بعض النهايات المفتوحة.

على صعيد التمثيل، "أورلاندو بلووم" في دور فايلو كان ممتاز. عرف يقدم دور الشخص اللي له ماضي مُعقد ومليان بالغموض، مأثر على حياته الحالية. وسحبنا معاه في التفاصيل اللي بيكتشفها طول الوقت عن الجرائم اللي بيحقق فيها، وعن حياته الشخصية. اللي ملامحها بتبان حلقة بعد الثانية. "كارا ديليفين" مش هنظلمها لو قولنا أقل من مقبولة. خاصة إنها البطل الرئيسي في العمل قصاد "بلووم". مفيش أدنى مقومات الممثل اللي تأهلها للدور ده. مفيش أي تعبيرات وش ولا انفعالات مناسبة للمواقف. بتبذل مجهود واضح علشان تبين الشخصية في حالاتها المختلفة، وده كان للأسف مش في صالحها تمامًا. هي كانت أكبر عيب في المسلسل.

لفت نظرنا دور أجريوس، اللي لعبه الممثل "ديفيد جياسي". كان أكتر من رائع. قدم شخصية الباك الثري، اللي انضم مؤخرًا للحي الراقي. وبيواجه طول الوقت ضغوط كتيرة، بسبب عدم تقبل البشر لكائن باك ثري زيهم. شخصية هادية في التعامل وكلها غموض. مخليك طول الوقت عايز تعرف حكايته. من أول ظهور له هيسيب أثر في ذهنك، ويجبرك تركز أوي لما تشوفه تاني. أما الرائع "جاريد هاريس"، اللي كلنا عرفناه بدور "ليجاسوف" من مسلسل Chernobyl، فلا غبار عليه. بتشوفه على الشاشة بتلاقي ابتسامة اترسمت على وشك بدون سبب.

مسلسل Carnival Row مش أول عمل يقدم أحداث بتجمع البشر بكائنات مختلفة وأسطورية، لكنه يفضل ممتع وله طابع مميز. خاصة إنه عرف يحافظ على انتباهنا، وختم بنهاية قوية كلها مفاجآت.

وقبل ما ننسى.. المزيكا بتاعت التتر حلوة جدًا جدًا

تقييمنا للمسلسل: 7/10