في بداية الشهر عرضت منصة نتفليكس مسلسل "The Spy". مسلسل قصير من 6 حلقات عن قصة الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين"، اللي اتزرع في سوريا في الستينات. أحداث المسلسل بتدور في الفترة من 1959، لحد 1965. الفترة اللي شملت بداية تجنيد إيلي كوهين، مرورًا بوصوله لسوريا، وتطور علاقاته بكبار رجال الدولة فيها. وانتهاءًا بإعدامه. شوفنا المسلسل وده رأينا فيه.

مبدأيًا إحنا كنا بنتفرج وعارفين إن الأحداث مستحيل تكون صحيحة 100%، لإنها في الأول وفي الآخر بتعرض وجهة نظر جهة الإنتاج. وأحداث المسلسل مستوحاة من كتاب "The Spy Who Came from Israel"، اللي كتبه (يشياهو بن بورات) و(أوري دان) الإسرائيلين. فمش محتاجين توضيح أكتر من كده.

هنسيب الأحداث والوقائع التاريخية على جنب، ونقول رأينا في العمل كدراما فقط. عادة أي فيلم أو مسلسل عن الجاسوسية، بيكون فيه التشويق السسبنس عاليين. وبيلعب على إنه يحطك في تفاصيل معينة لمواقف معينة. فتعيش المواقف دي مع الشخصية وتكون مستني تعرف هيحصل إيه دلوقتي. وده لأن أغلب الأعمال المأخوذة عن أحداث حقيقية بنكون عارفين نهايتها. لكن المسلسل كان عادي جدًا. ماشوفناش فيه أي جديد. الخلطة المعتادة بتاعت الجاسوس اللي اخترق الجهة الفلانية، وعمل اللي ماحدش عمله. وفقد حياته علشان بلده.

إيه اللي عجبنا؟

- "ساشا بارون كوهين" اللي لعب دور إيلي كوهين، حقيقي رائع. واختياره للدور كان ممتاز بسبب ملامحه اللي تبان عربية بشكل كبير. ده غير الشبه الكبير اللي بينه وبين الشخصية الحقيقية.

- التصوير كان روعة. شوفنا سوريا في الستينات بشوارعها ومبانيها. وفي كمان مشاهد أرشيفية جميلة في المسلسل. أما الألوان ماكانتش زاهية أوي، كأنك فعلًا في فترة الستينات. ودي ملعوبة حلو أوي في كل الحلقات. أما بالنسبة للديكورات والأزياء، فالكلام في وصف حلواتها مش هيخلص.

- تطور شخصية كوهين بعد فترة قضاها في سوريا، من إنسان بسيط وزي ما بنقول راضي بقليله، لشخص اتعود على السخاء والرفاهية. وده ظهر بقوة لما رجع لزوجته خلال فترة تجنيده. وإزاي ماكنش عاجبه الحالة اللي كانو عايشين فيها. ورغبته الملحة إنها تجرب الحياة اللي عاشها.

إيه اللي ماعجبناش؟

المسلسل خلى كوهين حرفيًا سوبر مان، وكل حاجة ماشية بسهولة غريبة:

- تجنيد كوهين كان غريب وعجيب. الملف بتاعه اتعرض على ظابط في الموساد، ورفضه لأكتر من سبب. فجأة رجع في كلامه واختاره مانعرفش ليه.

- مراحل دخول كوهين لسوريا كانت سهلة جدًا. بداية من علاقاته بشخصيات معينة قبل السفر، ولحد ما وصل للحدود السورية، وعدى من التفتيش. الموضوع مر بسلاسة عجيبة. كأن الدولة والجيش والتفتيش والإجراءات ولا لهم أي معنى.

- حتى المنطقة العسكرية (شلال) في سوريا برضو دخلها بكل سهولة. منطقة عسكرية سرية المفروض عليها حراسة وجنود وتفتيش، دخلها بسهولة وكأنه داخل فرح. وأي مكان تاني كان بيدخله بسهولة ويصور أي ملفات عايزها.

- لحد ما الموضوع وصل إن الرئيس أمين الحافظ، طلب منه يكون نائب وزير الدفاع، هنا حسينا إننا بنتفرج على رأفت الهجان. بس في النسخة الإسرائيلية.

قصة إيلي كوهين مادة دسمة، كان ممكن يطلع منها مسلسل أحسن من كده بكتير. لكن للأسف قلشت المرة دي من نتفليكس. والمسلسل ماكنش على مستوى التوقعات.

تقييمنا للمسلسل: 5/10