زي النهارده من سنين، اتولدت ضحكة ما اتكررش زيها، في تاريخ الفن والكوميديا المصرية والعربية. ضحكة سابت علامة بتنور لكل اللي قرر يبقى كوميديان، لازم يبص عليها ويمشي على نورها. ضحكة لسه بتضحكنا كل ما نفتكر كلامها أو افيهاتها. ضحكة صحيح غابت بعد فترة من الصراع مع الفقر والمرض، لكن لساها ضحكة "سعيد صالح".
النهارده في 2019 لسه بنفتكر إفيهاته في مسرحياته وأفلامه الكتيرة، واللي لسه قادرة تطلع الضحكة مننا كإنها بنت النهاردة. بنفتكرها بملامح وش سعيد صالح وطريقة أداؤه المتغمسة بخفة الظل، وبتون صوته اللي عنده القدرة إنه يضحكك حتى لو بيتكلم بجد.
"مش هو ده المنطق، هو ولا مش هو يا متعلمين يا بتوع المدارس" الإيفيه الأشهر في حياة سعيد صالح، في واحدة من أشهر المسرحيات في عالمنا العربي (مدرسة المشاغبين). واللي شاركه في بطولتها سهير البابلي وعادل إمام وأحمد زكي وهادي الجيار.
لما تقول في كلامك مع أصحابك أو مع أي حد بتتكلم معاه "فين السؤال؟"، تلقائيًا ومن غير تفكير هتلاقي اللي قدامك بيرد عليك، بواحد من أشهر إفيهات سعيد صالح في (مدرسة المشاغبين) ويقولك: "فين السؤال؟ أنا أحط إيدي على السؤال تلاقيني فوريرة".
لما كبرنا وبعد المدرسة دخلنا الجامعة، كانت دايمًا روح "سلطان" بترفرف في المكان. على شكل إفيه عميق ومعبر عن حالة كتير من الطلبة، وهو "أذاكر وانجح؟؟ الاتنين؟؟" واللي كان أول مرة يقوله سنة 1979 في مسرحية (العيال كبرت)، مع الفنانين يونس شلبي وحسن مصطفى وأحمد زكي وكريمة مختار.
وبقدرة قادر هتلاقيك سلطان في نفسك وانت بتستقبل أي عتاب على تأخيرك في معاد، أو رجوع البيت بعد سهرة وليلة طويلة مع أصحابك، وقلق مامتك أو باباك عليك. وتحول العتاب في لحظة لموقف لطيف، بمجرد سؤال بسيط "إنت جيت.. شهقة.. يا رمضان؟".
غالبًا كده كل واحد فينا جواه "بركوته" صغير، بيطلع لما نحتاجه. "بركوته" أو "بركات" اللي كان دايمًا في ضهر "مرزوق" صاحبه، لحد ما قاله "سلام يا صاحبي".
والنهارده في عيد ميلاده، لسه مدرسته في الكوميديا بيتعلم منها أجيال ورا أجيال. وهتفضل رسمة طريق للكوميديا اللي من القلب للقلب، من غير إسفاف ولا ضحك على الدقون.